ديفيد بن غوريون
لا ترجع شهرة ديفيد بن غوريون إلى كونه أول رئيس وزراء إسرائيلي (1948 - 1953) فحسب، بل ولكونه واحداً من المؤسسين الأوائل للدولة الإسرائيلية، حيث قاد انتصارات اليهود على العرب في حرب 1948 التي انتهت بقيام إسرائيل، وكان عنصرا فاعلا في حربي 1956 و 1967.
الميلاد والنشأة
ولد حاييم أفجدور جرين (ديفيد بن غوريون) في بولنسك (بولندا الآن) التابعة لروسيا عام 1886، وكان يعمل في المحاماة، وقد أثرت عليه أفكار حزب العمال الاشتراكي الذي عرف بـ (عمال صهيون) في بولنسك.
التعليم
حصل بن غوريون على شهادة الثانوية في بولنسك ثم أكمل دراساته الجامعية بجامعة Constantinople في تركيا عام 1912 وحصل بعد عامين على درجة جامعية في القانون.
التوجهات الفكرية
يؤمن بن غوريون بما يسمى بالصهيونية العملية التي تسعى إلى إقامة الدولة الإسرائيلية وتدعيم أركانها بفرض الأمر الواقع.
وقد تأثر بأول كتاب يصدره ثيودور هرزل (الدولة اليهودية) وبخاصة شعار "إنك حين تريد فلن يصبح هذا الأمل حلما من الأحلام"، وبالمؤتمر الصهيوني الثالث الذي عقد في بازل بسويسرا ونوقش فيه تأسيس جامعة عبرية في القدس ومنظمة مالية يهودية كالبنك العالمي اليهودي بلندن، واختيار علم يمثل اللونين الأبيض والأزرق اللذين يمثلان في عرفهم بساط الرحمة لليهود، واختيار سلام وطني عبري، وقد عمل بن غوريون على المشاركة في تحويل هذه الأمنيات إلى حقيقة.
وكان يؤمن بالتدرج في سبيل تحقيق الحلم الإسرائيلي فدعا الحاضرين في المؤتمر الصهيوني الذي انعقد في الولايات المتحدة الأميركية عام 1942 إلى تأييد فكرة إقامة كومنولث يهودي فلسطيني على أرض فلسطين.
وبعد الحرب العالمية الثانية عاد ودعا اليهود عام 1947 إلى تأييد مؤقت لخطة التقسيم الصادرة عن الأمم المتحدة والداعية إلى إقامة دولتين منفصلتين واحدة لليهود وأخرى للفلسطينيين.
حياته السياسية والعسكرية
الهجرة إلى فلسطين
اقتنع بن غوريون في وقت مبكر بضرورة الهجرة إلى فلسطين، فقرر القيام بذلك عام 1906، وعمل في ذلك الوقت بفلاحة الأرض في يافا.
محررا
بعد أربعة أعوام (1910) انتقل إلى القدس للعمل محرراً في صحيفة الوحدة (أهودوت) (Ahdut) الناطقة باللغة العبرية، وكان ينشر مقالاته باسم (بن غوريون) الذي يعني في اللغة العبرية ابن الأسد.
الإبعاد إلى موسكو
أجبرته الدولة العثمانية على الرحيل إلى موسكو مع بعض رفاقه الذين يؤمنون بالصهيونية والذين قدموا من الاتحاد السوفياتي عام 1915. واستطاع بن غوريون العودة مرة أخرى إلى فلسطين بعد خمس سنوات.
تأسيس اتحادات عمال اليهود
نجح بن غوريون بعد عودته إلى فلسطين في تأسيس اتحادات عمال اليهود (الهستدروت) Histadrut عام 1920، وعُيّن سكرتيراً عاماً له من 1921 وحتى 1935.
تأسيس حزب العمال
وتوسع في نشاطه السياسي فلعب دوراً كبيراً في تأسيس حزب (أهودوت هآفوداح) (Ahdut Haavodah) الذي تغير اسمه عام 1930 إلى حزب العمل الإسرائيلي.
مسؤول النشاطات الصهيونية ونتيجة للنشاط الزائد الذي أبداه بن غوريون في أوساط الحركة الصهيونية، اختارته المنظمة الصهيونية العالمية مسؤولاً عن النشاطات الصهيونية في فلسطين عام1922.
رئيس اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية
وبعد ذلك ترأس اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية في فلسطين من 1935 حتى 1948 والتي عملت بالتعاون مع السلطات البريطانية على تنفيذ وعد بلفور. وفي هذه الأثناء أظهر بن غوريون معارضة قوية للكتاب الأبيض الذي أصدرته بريطانيا عام 1939 والذي ينظم عمليات الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
التعاون مع بريطانيا دعا بن غوريون صهاينة العالم -رغم معارضته للكتاب الأبيض- إلى التعاون مع بريطانيا في الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) وتأييدها في الحرب "كما لو لم يكن الكتاب الأبيض موجودا"، وفي الوقت نفسه دعاهم إلى محاربة الكتاب الأبيض "كما لو لم تكن الحرب مشتعلة".
أول رئيس وزراء
بعد إقامة إسرائيل عام 1948 أصبح بن غوريون أول رئيس وزراء لها، وعمل فور توليه منصبه الجديد عام 1948 على توحيد العديد من المنظمات الدفاعية التي كانت موجودة آنذاك في قوات واحدة أطلق عليها قوات الدفاع الإسرائيلية IDF.
تشجيع الهجرة
عمل بن غوريون على تشجيع الهجرة اليهودية إلى إسرائيل حتى وصل عدد المهاجرين إلى قرابة المليون من أوروبا الشرقية والبلدان العربية وغيرها.
تعويض اليهود
وقع مع ألمانيا الغربية عام 1952 اتفاقاً لتعويض اليهود المتضررين من العهد النازي (الهولوكوست).
رئيساً للوزراء مرة أخرى
عاد مرة أخرى إلى الحياة السياسية أوائل عام 1955 ليحل محل وزير الدفاع بن حاس لافون (Pinhas Lavon) الذي استقال، وفي نهاية السنة المذكورة أعيد انتخابه رئيساً للوزراء.
دوره في حرب 1956 شنت إسرائيل أثناء رئاسة بن غوريون للوزراء هجوماً عسكرياً بالتعاون مع القوات الفرنسية والبريطانية على مصر عام 1956 بعد قرار الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس.
تأسيس حزب رافي
استقال من رئاسة الوزراء عام 1963 معلناً رغبته في التفرغ للدراسة والكتابة، لكنه ظل محتفظاً بمقعده في الكنيست، غير أنه لم يخلد تماماً لهذا النمط الجديد من الحياة فأسس عام 1965 حزباً معارضاً أسماه (رافي) (Rafi).
مؤرخاً
اعتزل الحياة السياسية عام 1970 وألف العديد من الكتب منها "إسرائيل.. تاريخ شخصي" Israel A Personal History الذي أصدره عام 1970، و"اليهود في أرضهم" Jews in Their Land الذي صدر له بعد عام من وفاته.
وفاته
توفي بن غوريون عام 1973 عن عمر ناهز 87 عاماً.
لا ترجع شهرة ديفيد بن غوريون إلى كونه أول رئيس وزراء إسرائيلي (1948 - 1953) فحسب، بل ولكونه واحداً من المؤسسين الأوائل للدولة الإسرائيلية، حيث قاد انتصارات اليهود على العرب في حرب 1948 التي انتهت بقيام إسرائيل، وكان عنصرا فاعلا في حربي 1956 و 1967.
الميلاد والنشأة
ولد حاييم أفجدور جرين (ديفيد بن غوريون) في بولنسك (بولندا الآن) التابعة لروسيا عام 1886، وكان يعمل في المحاماة، وقد أثرت عليه أفكار حزب العمال الاشتراكي الذي عرف بـ (عمال صهيون) في بولنسك.
التعليم
حصل بن غوريون على شهادة الثانوية في بولنسك ثم أكمل دراساته الجامعية بجامعة Constantinople في تركيا عام 1912 وحصل بعد عامين على درجة جامعية في القانون.
التوجهات الفكرية
يؤمن بن غوريون بما يسمى بالصهيونية العملية التي تسعى إلى إقامة الدولة الإسرائيلية وتدعيم أركانها بفرض الأمر الواقع.
وقد تأثر بأول كتاب يصدره ثيودور هرزل (الدولة اليهودية) وبخاصة شعار "إنك حين تريد فلن يصبح هذا الأمل حلما من الأحلام"، وبالمؤتمر الصهيوني الثالث الذي عقد في بازل بسويسرا ونوقش فيه تأسيس جامعة عبرية في القدس ومنظمة مالية يهودية كالبنك العالمي اليهودي بلندن، واختيار علم يمثل اللونين الأبيض والأزرق اللذين يمثلان في عرفهم بساط الرحمة لليهود، واختيار سلام وطني عبري، وقد عمل بن غوريون على المشاركة في تحويل هذه الأمنيات إلى حقيقة.
وكان يؤمن بالتدرج في سبيل تحقيق الحلم الإسرائيلي فدعا الحاضرين في المؤتمر الصهيوني الذي انعقد في الولايات المتحدة الأميركية عام 1942 إلى تأييد فكرة إقامة كومنولث يهودي فلسطيني على أرض فلسطين.
وبعد الحرب العالمية الثانية عاد ودعا اليهود عام 1947 إلى تأييد مؤقت لخطة التقسيم الصادرة عن الأمم المتحدة والداعية إلى إقامة دولتين منفصلتين واحدة لليهود وأخرى للفلسطينيين.
حياته السياسية والعسكرية
الهجرة إلى فلسطين
اقتنع بن غوريون في وقت مبكر بضرورة الهجرة إلى فلسطين، فقرر القيام بذلك عام 1906، وعمل في ذلك الوقت بفلاحة الأرض في يافا.
محررا
بعد أربعة أعوام (1910) انتقل إلى القدس للعمل محرراً في صحيفة الوحدة (أهودوت) (Ahdut) الناطقة باللغة العبرية، وكان ينشر مقالاته باسم (بن غوريون) الذي يعني في اللغة العبرية ابن الأسد.
الإبعاد إلى موسكو
أجبرته الدولة العثمانية على الرحيل إلى موسكو مع بعض رفاقه الذين يؤمنون بالصهيونية والذين قدموا من الاتحاد السوفياتي عام 1915. واستطاع بن غوريون العودة مرة أخرى إلى فلسطين بعد خمس سنوات.
تأسيس اتحادات عمال اليهود
نجح بن غوريون بعد عودته إلى فلسطين في تأسيس اتحادات عمال اليهود (الهستدروت) Histadrut عام 1920، وعُيّن سكرتيراً عاماً له من 1921 وحتى 1935.
تأسيس حزب العمال
وتوسع في نشاطه السياسي فلعب دوراً كبيراً في تأسيس حزب (أهودوت هآفوداح) (Ahdut Haavodah) الذي تغير اسمه عام 1930 إلى حزب العمل الإسرائيلي.
مسؤول النشاطات الصهيونية ونتيجة للنشاط الزائد الذي أبداه بن غوريون في أوساط الحركة الصهيونية، اختارته المنظمة الصهيونية العالمية مسؤولاً عن النشاطات الصهيونية في فلسطين عام1922.
رئيس اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية
وبعد ذلك ترأس اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية في فلسطين من 1935 حتى 1948 والتي عملت بالتعاون مع السلطات البريطانية على تنفيذ وعد بلفور. وفي هذه الأثناء أظهر بن غوريون معارضة قوية للكتاب الأبيض الذي أصدرته بريطانيا عام 1939 والذي ينظم عمليات الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
التعاون مع بريطانيا دعا بن غوريون صهاينة العالم -رغم معارضته للكتاب الأبيض- إلى التعاون مع بريطانيا في الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) وتأييدها في الحرب "كما لو لم يكن الكتاب الأبيض موجودا"، وفي الوقت نفسه دعاهم إلى محاربة الكتاب الأبيض "كما لو لم تكن الحرب مشتعلة".
أول رئيس وزراء
بعد إقامة إسرائيل عام 1948 أصبح بن غوريون أول رئيس وزراء لها، وعمل فور توليه منصبه الجديد عام 1948 على توحيد العديد من المنظمات الدفاعية التي كانت موجودة آنذاك في قوات واحدة أطلق عليها قوات الدفاع الإسرائيلية IDF.
تشجيع الهجرة
عمل بن غوريون على تشجيع الهجرة اليهودية إلى إسرائيل حتى وصل عدد المهاجرين إلى قرابة المليون من أوروبا الشرقية والبلدان العربية وغيرها.
تعويض اليهود
وقع مع ألمانيا الغربية عام 1952 اتفاقاً لتعويض اليهود المتضررين من العهد النازي (الهولوكوست).
رئيساً للوزراء مرة أخرى
عاد مرة أخرى إلى الحياة السياسية أوائل عام 1955 ليحل محل وزير الدفاع بن حاس لافون (Pinhas Lavon) الذي استقال، وفي نهاية السنة المذكورة أعيد انتخابه رئيساً للوزراء.
دوره في حرب 1956 شنت إسرائيل أثناء رئاسة بن غوريون للوزراء هجوماً عسكرياً بالتعاون مع القوات الفرنسية والبريطانية على مصر عام 1956 بعد قرار الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس.
تأسيس حزب رافي
استقال من رئاسة الوزراء عام 1963 معلناً رغبته في التفرغ للدراسة والكتابة، لكنه ظل محتفظاً بمقعده في الكنيست، غير أنه لم يخلد تماماً لهذا النمط الجديد من الحياة فأسس عام 1965 حزباً معارضاً أسماه (رافي) (Rafi).
مؤرخاً
اعتزل الحياة السياسية عام 1970 وألف العديد من الكتب منها "إسرائيل.. تاريخ شخصي" Israel A Personal History الذي أصدره عام 1970، و"اليهود في أرضهم" Jews in Their Land الذي صدر له بعد عام من وفاته.
وفاته
توفي بن غوريون عام 1973 عن عمر ناهز 87 عاماً.