رفائيل إيتان
يعتبر رئيس أركان حرب السابق في الجيش الإسرائيلي رفائيل إيتان واحدا من أشد القادة العسكريين والسياسيين تطرفا، فقد عرفه العالم العربي أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 بعد أن قتلت كتيبة المظليين التي كان يقودها 49 أسيرا، ثم ذاع صيته بعد مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982 أثناء اجتياح الجيش الإسرائيلي الذي كان على رأسه أرييل شارون وزيرا للدفاع ورفائيل إيتان رئيسا للأركان.
النشأة والتعليم
ولد رفائيل إيتان في مستوطنة عداتسيم التي أقيمت في منطقة العدسية بفلسطين عام 1929. وفيها تلقى تعليمه الأولي والجامعي حيث تخرج من قسم تاريخ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 1947، ثم أكمل دراسته بعد ذلك في جامعة حيفا فتخصص في مجال العلوم السياسية في الخمسينيات من القرن الماضي.
الحياة الاجتماعية
تزوج رفائيل إيتان في سن مبكرة وأنجب ثلاثة أبناء. وتميزت شخصيته بالجدية والصرامة والثبات على بعض المبادئ الدينية المتشددة التي لازمته طوال حياته، وقد اشتهر بمهاراته المتعددة فهو إلى جانب كونه طيارا يجيد أعمال الزراعة والنجارة.
التوجهات الفكرية
تتمحور التوجهات السياسية والفكرية لإيتان حول مقولات اليمين الإسرائيلي المتشدد، فيرفض التنازل عن الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، ويرفض كذلك فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما يرفض فكرة عودة اللاجئين الفلسطينيين خوفا على الهوية اليهودية لإسرائيل. ويدعو إلى إقامة المستوطنات على محاور الحركة في الأراضي الفلسطينية لأسباب أمنية.
ويرى إيتان أن حدود دولة إسرائيلية ينبغي أن تظل غير محددة حيث إنها في رأيه "حدود لا محدودة". وقد بالغ إيتان في تشدده تجاه الفلسطينيين والعرب لدرجة أنه دعا إلى الرد على كل حجر من حجارة المتظاهرين الفلسطينيين بإقامة عشر مستوطنات، وقال إن الفلسطينيين بعد إقامة هذه المستوطنات "سيمشون كالصراصير المخدرة".
ولا يعارض إيتان الدعوة إلى استخدام الأسلحة النووية التي بحوزة الجيش الإسرائيلي إذا دعت الضرورة إلى ذلك.
وفي حفلة الوداع التي أقيمت له بمناسبة انتهاء خدمته العسكرية عام 1982 ذكر أنه سيستمر في نهجه الفكري الذي آمن به وقال "إنني لا أقف على مفترق طرق، بل سأستمر في الطريق الذي بدأته ولكن بملابس أخرى".
حياته العسكرية والسياسية
التحق إيتان بقوات البالماخ (إحدى الجماعات اليهودية المسلحة قبل إنشاء دولة إسرائيل) عام 1946 ثم انضم إلى الجيش الإسرائيلي عام 1948 وقضى فيه 36 عاما انتهت عام 1982 بتركه الخدمة وتوجهه إلى النشاط السياسي.
كانت أول خدمة لإيتان في الجيش الإسرائيلي عام 1948 ضمن لواء هريئيل، وقد أصيب في حياته العسكرية أكثر من مرة، الأولى في معركة القطمون عام 1948 والثانية عام 1955 في معركة طبريا والثالثة في القنطرة أثناء حرب 1967 مما زاد من عدائه للعرب.
دوره في حرب 1956
لعب رفائيل إيتان دورا مهما في العدوان الثلاثي على مصر أثناء حرب 1956 حيث قاد كتيبة المظلات التي قتل أحد أفرادها (آرييه بيرو) الأسرى العرب في ممر متلا عام 1956 الذين بلغ عددهم آنذاك 49 أسيرا كان من بينهم 35 مصريا معظمهم من عمال الطرق. كما قتلت كتيبته 56 جنديا ومدنيا مصريا آخرين كانوا على متن شاحنة في طريق رأس سدر، وفي هذه المنطقة أيضا أطلقوا نيرانهم على 168 جنديا مصريا أعلنوا استسلامهم بعد أن عجزت كتيبة إيتان عن التعامل معهم أثناء تحركاتها في سيناء.
قائد سلاح المظلات
ثم شغل منصب قائد سلاح المظلات في أعقاب حرب 1967 وظل في هذا المنصب حتى انتهاء حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، وقاد عملية مطار بيروت الشمالية وقاتل ضد القوات السورية.
بعدها تولى قيادة المنطقة الشمالية خلال الفترة من عام 1974 حتى عام 1977 ورئاسة شعبة العمليات في رئاسة الأركان العامة خلال عامي 1977 و1978، وكان من أشد مؤيدي إبعاد المقاتلين الفلسطينيين عن جنوب لبنان، كما كان وراء قرار مناحيم بيغن في القيام بأولى عمليات الاجتياح لجنوب لبنان عام 1978، ولذا فقد اختارته المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لتولي منصب رئاسة الأركان العامة التي ظل فيها ما بين عامي 1978 و1982.
دوره في مجزرة صبرا وشاتيلا
تورط رفائيل إيتان في مجزرة صبرا وشاتيلا 16-18 سبتمبر/ أيلول 1982 التي نفذتها قوات حزب الكتائب اللبنانية بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي التي قتل فيها من الفلسطينيين ما يبن 700-800 بحسب اعتراف الحكومة الإسرائيلية وبضعة آلاف بحسب المصادر الفلسطينية. فقد كان إيتان رئيسا لأركان حرب هذا الجيش.
وقد أقر إيتان بذلك في شهادته أمام لجنة مستقلة تسمى "كاهان" شكلتها الحكومة الإسرائيلية عام 1983 للتحقيق في أحداث مخيمي صبرا وشاتيلا، وأكدت اللجنة أن دخول قوات حزب الكتائب المتعاونة مع إسرائيل تمت بالاتفاق مع وزير الدفاع آنذاك آرييل شارون ورئيس الأركان الجنرال رفائيل إيتان.
نشاطه السياسي
عضوا في الكنيست
خرج إيتان من الجيش عام 1982 ليمارس دوره في الحياة السياسية الإسرائيلية، وفاز في انتخابات الكنيست التي جرت عام 1984 بعد تنسيق حزبه "تسوميت" وحركة هاتحياه.
تأسيس حزب تسوميت
رأى إيتان عام 1983 الانفصال عن حركة هاتحياه بعد ازدياد هوة الخلافات بينه وبين الحركة إزاء بعض السياسات الداخلية فأسس حزبا جديدا بزعامته أطلق عليه "تسوميت" أي مفترق طرق.
وقد تشكل هذا الحزب في البداية من أعضاء المستوطنات الذين يؤمنون بفكرة "أرض إسرائيل الكبرى" ومن عسكريين سابقين خدموا تحت قيادة إيتان في الجيش، ودعا الحزب إلى برنامج سياسي استيطاني شديد التطرف.
وخاض بهذا الحزب انتخابات الكنيست عام 1988 وفازت قائمته بمقعدين، وانضم إلى الائتلاف الحكومي بزعامة إسحق شامير عام 1990 بعد انسحاب حزب العمل منه.
وفي انتخابات 1992 فاجأ تسوميت الجميع بالفوز بثمانية مقاعد جملة واحدة في الانتخابات التي تمت في تلك السنة مضاعفا بذلك قوته أربع مرات، وكان من العوامل التي ساعدت في هذا الإنجاز الصورة الذهنية التي ارتسمت لدى الناخبين عن إيتان وحزبه، وأنه حزب نظيف لم تلوثه أدران الحياة السياسية، في مقابل الصورة السلبية التي ارتسمت للأحزاب الأخرى من جراء المناورات والصفقات وأعمال الابتزاز التي أعقبت انفراط حكومة الوحدة الوطنية عام 1990.
البرناج الانتخابي لتسوميت
وبالنسبة للتوجهات الفكرية للحزب فإنه يجمع بين التطرف في المجال السياسي الأمني والميول اليسارية في المجال الاقتصادي الاجتماعي، ويشتهر بعدائه الشديد للفلسطينيين جميعا بمن فيهم فلسطينيو 1948 الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية. وتشكل فكرة أرض إسرائيل الكبرى مركز الثقل في تفكير هذا الحزب والمحور الأساسي لأنشطته. وقد دخل الحزب انتخابات 1992 على أساس المبادئ التالية:
- الإصرار على بقاء القدس موحدة وعاصمة لإسرائيل تحت السيادة الإسرائيلية.
- رفض الانسحاب من أي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة وكذلك من هضبة الجولان.
- تكثيف الاستيطان اليهودي وتوسيعه في جميع الأراضي.
- قمع الانتفاضة الفلسطينية بأساليب أشد عنفا وأكثر شمولية.
- رفض الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية أو التفاوض معها.
- رفض قيام دولة فلسطينية غربي نهر الأردن.
- رفض منح الفلسطينيين حكما ذاتيا والموافقة على منحهم حكما ذاتيا فقط وإدارة حياتهم في مجال البلديات.
- بقاء سيطرة إسرائيل الكاملة على الأمن الداخلي والخارجي والموارد الطبيعية والبنية التحتية والأرض والمياه والكهرباء والطرق الرئيسية، وتطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة وغزة فورا.
- رفض فكرة عودة اللاجئين الفلسطينيين والقرارات الدولية في هذا الشأن والدعوة إلى توطينهم في البلدان العربية.
- ربط احتفاظ فلسطينيي 1948 بجنسيتهم الإسرائيلية بتأدية "خدمة وطنية" مدتها ثلاث سنوات والبرهنة على الإخلاص والولاء لإسرائيل وتجريد كل من يخل بالأمن من جنسيته.
ويتمتع هذا الحزب بتأييد سكان المستوطنات الشمالية وقطاعات كبيرة في الجيش وفي صفوف الشباب.
وزيرا للزراعة
اختير إيتان وزيرا للزراعة في عام 1990، ورغم أن ذلك كان أول منصب سياسي يتولاه فإنه سرعان ما قدم استقالته نهاية عام 1991 احتجاجا على رفض شامير تأييد قانون انتخاب رئيس الحكومة من الشعب مباشرة، ثم عاد إلى منصبه مرة أخرى في مارس/ آذار 1992 بعد أن أقر الكنيست هذا القانون. وفي حكومة نتنياهو اختير إيتان وزيرا للزراعة عام 1996.
وقد تغيرت حكومات وبرزت وجوه واختفت أخرى خلال السنوات الماضية، ولا يزال رفائيل إيتان يمارس دوره في الحياة السياسية الإسرائيلية رغم الضعف الذي أصاب حزبه بصلابة المحارب القديم الذي يعتبر -ولا يزال- مقتل الأسرى في عام 1956 والمدنيين في صبرا وشاتيلا عام 1982 من وسائل "الحفاظ على أراضي الدولة".
يعتبر رئيس أركان حرب السابق في الجيش الإسرائيلي رفائيل إيتان واحدا من أشد القادة العسكريين والسياسيين تطرفا، فقد عرفه العالم العربي أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 بعد أن قتلت كتيبة المظليين التي كان يقودها 49 أسيرا، ثم ذاع صيته بعد مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982 أثناء اجتياح الجيش الإسرائيلي الذي كان على رأسه أرييل شارون وزيرا للدفاع ورفائيل إيتان رئيسا للأركان.
النشأة والتعليم
ولد رفائيل إيتان في مستوطنة عداتسيم التي أقيمت في منطقة العدسية بفلسطين عام 1929. وفيها تلقى تعليمه الأولي والجامعي حيث تخرج من قسم تاريخ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 1947، ثم أكمل دراسته بعد ذلك في جامعة حيفا فتخصص في مجال العلوم السياسية في الخمسينيات من القرن الماضي.
الحياة الاجتماعية
تزوج رفائيل إيتان في سن مبكرة وأنجب ثلاثة أبناء. وتميزت شخصيته بالجدية والصرامة والثبات على بعض المبادئ الدينية المتشددة التي لازمته طوال حياته، وقد اشتهر بمهاراته المتعددة فهو إلى جانب كونه طيارا يجيد أعمال الزراعة والنجارة.
التوجهات الفكرية
تتمحور التوجهات السياسية والفكرية لإيتان حول مقولات اليمين الإسرائيلي المتشدد، فيرفض التنازل عن الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، ويرفض كذلك فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما يرفض فكرة عودة اللاجئين الفلسطينيين خوفا على الهوية اليهودية لإسرائيل. ويدعو إلى إقامة المستوطنات على محاور الحركة في الأراضي الفلسطينية لأسباب أمنية.
ويرى إيتان أن حدود دولة إسرائيلية ينبغي أن تظل غير محددة حيث إنها في رأيه "حدود لا محدودة". وقد بالغ إيتان في تشدده تجاه الفلسطينيين والعرب لدرجة أنه دعا إلى الرد على كل حجر من حجارة المتظاهرين الفلسطينيين بإقامة عشر مستوطنات، وقال إن الفلسطينيين بعد إقامة هذه المستوطنات "سيمشون كالصراصير المخدرة".
ولا يعارض إيتان الدعوة إلى استخدام الأسلحة النووية التي بحوزة الجيش الإسرائيلي إذا دعت الضرورة إلى ذلك.
وفي حفلة الوداع التي أقيمت له بمناسبة انتهاء خدمته العسكرية عام 1982 ذكر أنه سيستمر في نهجه الفكري الذي آمن به وقال "إنني لا أقف على مفترق طرق، بل سأستمر في الطريق الذي بدأته ولكن بملابس أخرى".
حياته العسكرية والسياسية
التحق إيتان بقوات البالماخ (إحدى الجماعات اليهودية المسلحة قبل إنشاء دولة إسرائيل) عام 1946 ثم انضم إلى الجيش الإسرائيلي عام 1948 وقضى فيه 36 عاما انتهت عام 1982 بتركه الخدمة وتوجهه إلى النشاط السياسي.
كانت أول خدمة لإيتان في الجيش الإسرائيلي عام 1948 ضمن لواء هريئيل، وقد أصيب في حياته العسكرية أكثر من مرة، الأولى في معركة القطمون عام 1948 والثانية عام 1955 في معركة طبريا والثالثة في القنطرة أثناء حرب 1967 مما زاد من عدائه للعرب.
دوره في حرب 1956
لعب رفائيل إيتان دورا مهما في العدوان الثلاثي على مصر أثناء حرب 1956 حيث قاد كتيبة المظلات التي قتل أحد أفرادها (آرييه بيرو) الأسرى العرب في ممر متلا عام 1956 الذين بلغ عددهم آنذاك 49 أسيرا كان من بينهم 35 مصريا معظمهم من عمال الطرق. كما قتلت كتيبته 56 جنديا ومدنيا مصريا آخرين كانوا على متن شاحنة في طريق رأس سدر، وفي هذه المنطقة أيضا أطلقوا نيرانهم على 168 جنديا مصريا أعلنوا استسلامهم بعد أن عجزت كتيبة إيتان عن التعامل معهم أثناء تحركاتها في سيناء.
قائد سلاح المظلات
ثم شغل منصب قائد سلاح المظلات في أعقاب حرب 1967 وظل في هذا المنصب حتى انتهاء حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، وقاد عملية مطار بيروت الشمالية وقاتل ضد القوات السورية.
بعدها تولى قيادة المنطقة الشمالية خلال الفترة من عام 1974 حتى عام 1977 ورئاسة شعبة العمليات في رئاسة الأركان العامة خلال عامي 1977 و1978، وكان من أشد مؤيدي إبعاد المقاتلين الفلسطينيين عن جنوب لبنان، كما كان وراء قرار مناحيم بيغن في القيام بأولى عمليات الاجتياح لجنوب لبنان عام 1978، ولذا فقد اختارته المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لتولي منصب رئاسة الأركان العامة التي ظل فيها ما بين عامي 1978 و1982.
دوره في مجزرة صبرا وشاتيلا
تورط رفائيل إيتان في مجزرة صبرا وشاتيلا 16-18 سبتمبر/ أيلول 1982 التي نفذتها قوات حزب الكتائب اللبنانية بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي التي قتل فيها من الفلسطينيين ما يبن 700-800 بحسب اعتراف الحكومة الإسرائيلية وبضعة آلاف بحسب المصادر الفلسطينية. فقد كان إيتان رئيسا لأركان حرب هذا الجيش.
وقد أقر إيتان بذلك في شهادته أمام لجنة مستقلة تسمى "كاهان" شكلتها الحكومة الإسرائيلية عام 1983 للتحقيق في أحداث مخيمي صبرا وشاتيلا، وأكدت اللجنة أن دخول قوات حزب الكتائب المتعاونة مع إسرائيل تمت بالاتفاق مع وزير الدفاع آنذاك آرييل شارون ورئيس الأركان الجنرال رفائيل إيتان.
نشاطه السياسي
عضوا في الكنيست
خرج إيتان من الجيش عام 1982 ليمارس دوره في الحياة السياسية الإسرائيلية، وفاز في انتخابات الكنيست التي جرت عام 1984 بعد تنسيق حزبه "تسوميت" وحركة هاتحياه.
تأسيس حزب تسوميت
رأى إيتان عام 1983 الانفصال عن حركة هاتحياه بعد ازدياد هوة الخلافات بينه وبين الحركة إزاء بعض السياسات الداخلية فأسس حزبا جديدا بزعامته أطلق عليه "تسوميت" أي مفترق طرق.
وقد تشكل هذا الحزب في البداية من أعضاء المستوطنات الذين يؤمنون بفكرة "أرض إسرائيل الكبرى" ومن عسكريين سابقين خدموا تحت قيادة إيتان في الجيش، ودعا الحزب إلى برنامج سياسي استيطاني شديد التطرف.
وخاض بهذا الحزب انتخابات الكنيست عام 1988 وفازت قائمته بمقعدين، وانضم إلى الائتلاف الحكومي بزعامة إسحق شامير عام 1990 بعد انسحاب حزب العمل منه.
وفي انتخابات 1992 فاجأ تسوميت الجميع بالفوز بثمانية مقاعد جملة واحدة في الانتخابات التي تمت في تلك السنة مضاعفا بذلك قوته أربع مرات، وكان من العوامل التي ساعدت في هذا الإنجاز الصورة الذهنية التي ارتسمت لدى الناخبين عن إيتان وحزبه، وأنه حزب نظيف لم تلوثه أدران الحياة السياسية، في مقابل الصورة السلبية التي ارتسمت للأحزاب الأخرى من جراء المناورات والصفقات وأعمال الابتزاز التي أعقبت انفراط حكومة الوحدة الوطنية عام 1990.
البرناج الانتخابي لتسوميت
وبالنسبة للتوجهات الفكرية للحزب فإنه يجمع بين التطرف في المجال السياسي الأمني والميول اليسارية في المجال الاقتصادي الاجتماعي، ويشتهر بعدائه الشديد للفلسطينيين جميعا بمن فيهم فلسطينيو 1948 الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية. وتشكل فكرة أرض إسرائيل الكبرى مركز الثقل في تفكير هذا الحزب والمحور الأساسي لأنشطته. وقد دخل الحزب انتخابات 1992 على أساس المبادئ التالية:
- الإصرار على بقاء القدس موحدة وعاصمة لإسرائيل تحت السيادة الإسرائيلية.
- رفض الانسحاب من أي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة وكذلك من هضبة الجولان.
- تكثيف الاستيطان اليهودي وتوسيعه في جميع الأراضي.
- قمع الانتفاضة الفلسطينية بأساليب أشد عنفا وأكثر شمولية.
- رفض الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية أو التفاوض معها.
- رفض قيام دولة فلسطينية غربي نهر الأردن.
- رفض منح الفلسطينيين حكما ذاتيا والموافقة على منحهم حكما ذاتيا فقط وإدارة حياتهم في مجال البلديات.
- بقاء سيطرة إسرائيل الكاملة على الأمن الداخلي والخارجي والموارد الطبيعية والبنية التحتية والأرض والمياه والكهرباء والطرق الرئيسية، وتطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة وغزة فورا.
- رفض فكرة عودة اللاجئين الفلسطينيين والقرارات الدولية في هذا الشأن والدعوة إلى توطينهم في البلدان العربية.
- ربط احتفاظ فلسطينيي 1948 بجنسيتهم الإسرائيلية بتأدية "خدمة وطنية" مدتها ثلاث سنوات والبرهنة على الإخلاص والولاء لإسرائيل وتجريد كل من يخل بالأمن من جنسيته.
ويتمتع هذا الحزب بتأييد سكان المستوطنات الشمالية وقطاعات كبيرة في الجيش وفي صفوف الشباب.
وزيرا للزراعة
اختير إيتان وزيرا للزراعة في عام 1990، ورغم أن ذلك كان أول منصب سياسي يتولاه فإنه سرعان ما قدم استقالته نهاية عام 1991 احتجاجا على رفض شامير تأييد قانون انتخاب رئيس الحكومة من الشعب مباشرة، ثم عاد إلى منصبه مرة أخرى في مارس/ آذار 1992 بعد أن أقر الكنيست هذا القانون. وفي حكومة نتنياهو اختير إيتان وزيرا للزراعة عام 1996.
وقد تغيرت حكومات وبرزت وجوه واختفت أخرى خلال السنوات الماضية، ولا يزال رفائيل إيتان يمارس دوره في الحياة السياسية الإسرائيلية رغم الضعف الذي أصاب حزبه بصلابة المحارب القديم الذي يعتبر -ولا يزال- مقتل الأسرى في عام 1956 والمدنيين في صبرا وشاتيلا عام 1982 من وسائل "الحفاظ على أراضي الدولة".